
مئة ليلة خلف ضياء امرأة
قراءة في كتاب “رسائل القمر” لـ أحمد العلوي .. — jaber atiq
الرسالة الرابعة والخمسون
ليلة الثلاثاء 2 تموز 10:07 م
لللحظة الأخيرة سحرها.
يكسرني قليلًا غيابك، ويجمعني كثيرًا حضورك.
الحياة سريعة وسيفوتك الكثير إن انحنيت في كل مرة لتجمع ما يتساقط منك. *
أتيتِ وأتى معكِ كل شيء.
سيدتي؛ في اللحظة التي ظهرتِ بها أنرتِ كل شيء، مساء الجملة التي كتبها واسيني الأعرج… ولأننا محملون بقدر كبير من الغباء، لا نرتاح إلا إذا كسرنا أجمل الأشياء فينا. هكذا نحن برعونة لا نفقهها نكسر الكثير من جماليات ما بدخالنا، بأي يد نفعلها؟ وكيف نفعلها ولا نفعل العكس ونحافظ عليها، لأكون صادقا هنا عندما نتطلع إلى ما ليس بأيدينا ينفلت منا ما بها، وننكسر داخليا، هكذا تكون تلك العملية المختفية تحت ضبابية المشهد والتي لا نعيها إلا بعد سلسلة كبيرة من الأخطاء التي تدمر أجمل ما فينا. لندون على هوامش أيامنا عبارة قد تناقض السابقة، ما الذي نريد أن نحافظ عليه داخلنا ولا نكسره بغبائنا؟
سيدتي؛ يكسرني قليلًا غيابك، ويجمعني كثيرًا حضورك، والوهج الأصفر المحيط بك رسالة، أستشف كلماتها من حركة عينيكِ، وطرق أصابعك على الطاولات القليلة التي جمعتنا، لا يحررنا اللقاء ولا يكبلنا الغياب!! لن أتمادى كما وعدتك ووعدت نفسي، لا تسألي يومًا صديقك (أنا) لِمَ كتبتني؟ فقط اسألي لِمَ كتب نفسه معي؟
رسائل الفمر “مئة ليلة خلف ضياء امرأة” أحمد العلوي